ahmed bencherif écrivain et poète

Bienvenue sur le blog de ahmed bencherif blog de culture et Littérature

  • Accueil
  • > Getuliya et le voyage de la mort traduction Arwa CHERIF. Ahmed Bencherif
30
avr 2020
Getuliya et le voyage de la mort traduction Arwa CHERIF. Ahmed Bencherif
Posté dans Non classé par bencherif à 2:51 | Pas de réponses »

بخلاف ادربالا ,لا تنعم جيتوليا بالدلال رغم أنها البنت الوحيدة  في كنف أسرتها لكن قلما تُدلل, وكان الفقر هو السبب الأول والأخير في عدم مقدرة والديها على تدليلها وايلائها الاهتمام الكبير وكان ذلك يفوق إرادتهما حيث لا يملكان أشياء كثيرة تمنح لها من لباس أو حلي,  وهي دائما صامتة ولا تطلب شيئا كالأطفال بالتالي لا يعرف احد ما تحلم به تلك الطفلة الصغيرة ولم كن أمام أمها خيارا أخرا إلا احتضانها شفقة وتحسرا رغم ما تشعر به من حاجة ابنتها لأمور كثيرة فلا تتمالك نفسها فتجري دموعها .فكان على شنوفة مواصلة القيام بواجباتها والمصابرة  للمحافظة على توازن البيت   والعمل ليل نهار , من المطبخ الى الأعمال المنزلية إلى دبغ جلود الغزلان أو الأرانب  وأحيانا جلود النعاج وحياكة أدوات منزلية  من ألياف الحلفاء وقطع الحطب باستخدام الفأس بمهارة وجلب الماء من المنبع في جرار و شطف الغسيل على حافة الوادي زيادة على كل هذه الأعمال الشاقة تشتغل بغزل الصوف حين يتوفر لديها ثم .تنظيف الكوخ صباحا ومساء وكنس الأرض بسعف الدَوم الموثوقة بعصا ولم تكن تتذمر لأنها وحدها فالعجوز التي بالبيت وهي حماتها لا تستطيع أبدا مساعدتها في أي عمل منزلي التي تعيش  تحت نفس السقف لا تستطيع مساعدتها , فهي سقيمة, في عمر متقدم ,تنام نهارا و تتألم  ليلا من الأرق .وعلى خلاف مزطول فان والد جيتوليا لم يتزوج إلا شنوفة و كان عليها إتمام الأعمال المنزلية المتعبة لوحدها .

  قرب موقد القدر تجلس الأم وهي تتفقد الللزراعة.الغطاء  وتحريك الحساء الشحيح المتكون من دقيق سميك يخلو تماما من أي خضار كما هو معروف فان الجيتول  يعيشون حياة بدوية حتى و ان كان يسود مناخ  رطبا فان الزراعة لم تعرف طريقها إليهم بعد ولم يمارسوها أبدا وتعودوا على استقدام الحبوب من نوميديا ووجودهم في  المستنقع الشاسع  حال دون إدخال أي نشاط زراعي مارسه النوميديون منذ ثلاثة قرون بفضل ملوكهم الذين حرصوا على استصلاح الأراضي  كجاية ,ماسينيسا وآخرين .و مكانهم تجفيف المستنقع لتصلح التربة للزراعة. أخيرا وبعد طول انتظار أصبح الأكل جاهزا و لم يكن إلا نوع من عصيدة لا تحتسى بل تمضغ وتبلع وتؤكل بملعقة خشبية  وهي الصنف الوحيد من الملاعق الموجودة في تلك الحقبة ,وهو يقدم ساخنا تنبعث روائحه الشهية بخلاصة الأعشاب العطرية كالزعتر والبابونج وإكليل الجبل التي تقطفها شنوفة وتحفظها لأيام الشتاء البارد,فهي خبيرة بها وبقيمتها الطبية التي جرّبها  الجيتول أثناء مواسم القطاف طوال  مراحل تطور سلالتهم التي ناهزت 3000سنة قبل الميلاد . وكان للاتصال بشعوب إفريقيا الوسطى ,مصر ,إثيوبيا وقرطاج وليبيا القديمة اثر جيد في تطور البلد الذي ينبسط إلى  موريطانيا التنجيطانية غربا وموريطانيا القيصرية شرقا.

 أثناء الأكل ظلت جيتوليا  قنوعة كما يكون عادة الفقراء  راضين عن حالهم , أكلت قطعة  جبن وشربت نصف قدح حليب حينها  سمعت أصوات  حيوانات خافتة , تعرفت على زئير الشبلين وأسعدها قدومهما  إلى الكوخ و قد اعتادا المجيء إلى الكوخ كلما جاعا أو عطشا  فإذا بهما يدخلان دون دعوة. والسعادة بادية عليهما بلقاء جيتوليا  وجعلا يلعبان معها ,احدهما ينغزها بقوائمه الخلفية ويضجع في كنفها بينما تسلق الأخر  ظهرها مرحا. كما كان زئيرهما لطيف به أنين شاكيين لتفهم رسالتهما.  فقامت ومنحتهما قدحا من حليب مملوء  ليكفيهما الجوع فطفقا بلعق الحليب الفاتر دون ترك أي قطرة ,ثم رفعا الأعين المغرورقة نحو جيتوليا كأنهما يتوسلان إليها كي تضيف شيئا يؤكل , فأضافت لهما جبنا طازجا  وحين امتلآ تمرغا في الأرض عدة مرات ثم قعدا نشيطين ومرحين . حين الانتهاء خرجت جيتوليا  لتلقى صديقتها  فلحقا بها  وأرادا  مرافقتها، لكن أمها اللبؤة كانت في الجوار تزأر بضراوة لتنادي صغيريها ولم تكن غاضبة لأنها تعرف ان لا خطر يعتريهما مع جيتوليا ,سرعان ما سمعا نداء الأم التحقا بها وعادوا إلى الجبل.

واصلت جيتوليا طريقها نحو بيت صديقتها ولم تستغرق وقتا طويلا ,وهي تركض لتستدفئ من البرد والصقيع الذي يصقع قدميها ,يديها ووجهها .اختفت الشمس وتوارت بالكامل خلف غيوم كثيفة وتغيب فاترة في دورتها حول الأرض بألوان مصفرة غراء و أحمر باهت.فاستحالت الرؤية حتى أضحى المرء لا يكاد يبصر ابعد منه. لم تجد جيتوليا  حرجا في ذلك ,لمعرفتها الجيدة بكل تفاصيل الطريق  ,فدانا بفدان وصخرة بصخرة حتى أنها تعودت الرؤية في الظلمات كصقر يبصر فريسته من أعالي السماء بين الأعشاب الكثيفة. وكعادتها لم تكل ادربالا من انتظارها بفارغ الصبر و لأن وقت اللعب قصير منعتها أمها من الخروج فلم تجد الصديقتين حلا إلا المكوث بالبيت وهما في الزاوية قرب النار جالستين ,شربتا الحليب ساخنا وأعطتهما أم ادربالا حفنة بلوط  نيئ وهو يستعمل أيضا كطحين للفطائر والكسكسي . طمرت كل واحدة حصتها في الرماد وبعد لحظات قليلة سمعت فرقعات تؤثث السكون كأنها دمدمة رعود خاطفة وجافة, سرعان ما طفت تلك الفواكه من الرماد حارقة حين بردت استخرجتها   فاحترقت أصابعها الجميلة و أخيرا قشرتها وكان لها مذاقا غريبا كأنه ترابي .

رجعت  المواشي قبيل المغيب ,تعال صياحها كأنه ارتدادات في الخواء و بعض الأصوات تندثر في الفراغ والأخرى تلف  سماء القرية في بلبلة مدوية , فتستكشف الأبقار و الأغنام بعضها حين يقتادها الرعاة الجيتول الذين يتلفظون بألفاظ مبهمة وصاخبة  لاستقدام هذا الحيوان أو ذاك حين يظل عن القطيع .  قطعان الماشية متنوعة من فحول وخرفان وأبقار وعجول وثيران كلها ترعى متفرقة وتعرف  ان وقت العودة إلى الحظائر قد حان , بينما  البعض يثغو ثغاء جميلا والبعض الأخر يموه بشدة . حتى الكلاب ضاجت بنباحها المتواصل ولم تتوقف  ولو لهنيهة ,تركض هنا و هناك خلف القطيع ,مرات على الأطراف نشيطة وحيوية فتبقى يقظة لصد هجمة الثعالب التي يُسمع عواؤها من بعيد .وفي آخر الموكب بعض الحمير تمشي ببله محملة  بالحطب والعلف .بعد كل تلك الجلبة والصخب نامت الماشية لأخذ قسط من الراحة بعد يوم طويل من المشي والرعي في مراتع المنحدر الجنوبي للجبل الأزرق ,وهو مرج واسع معشوشب دائما.


Fil RSS 2.0. Vous pouvez laisser une réponse.

Laisser un commentaire

Yasume |
les poèmes de mistigri |
philantrope de mbarta |
Unblog.fr | Annuaire | Signaler un abus | HAZA LANITRA
| beauty $pot
| lalarmedelephant